إلى أصحاب الادخارات الصغيرة…… كيف تستثمروا أموالكم؟

الإجابة على هذا السؤال تتوقف على عوامل عديدة أهمها:

  • مستوى النمو الاقتصادي والاجتماعي الذي يتميز به بلد المدخر.
  • إضافة إلى ما يمتلكه المدخر من قدرات ذهنية ومهنية ومالية.
  • قيمة الادخارات.

فعلى سبيل عندما يحقق اقتصاد بلد المدخر معدل نمو مرتفع إضافة إلى امتلاكه سوق مالي متطور فإن ذلك يعطي أولوية لأصحاب الادخارات الصغيرة الاستثمار في هذا السوق مقارنة بالاستثمار في مجالات أخرى مثل قطاع العقارات.

 وبشكل عام يمكن لأصحاب الادخارات الصغيرة استثمار أموالهم في المجالات الستة التالية:

 

1) الإيداعات المصرفية لأجل:

يتم هذا الاستثمار بوضع وديعة في بنك لمدة معينة يحددها المستثمر، وبعد انقضائها يحق له استرجاع المبلغ الأصلي مضافاً إليه الأرباح.

المزايا: 

  • هو الأسلوب التقليدي للاستثمار الآمن، فهو يحافظ على المال من الخسارة أو الضياع.
  • يناسب المبالغ الصغيرة والقدرات الضعيفة.

المساوئ:

  • مردودها ضعيف وقد لا يعادل نسب التضخم التي تطرأ على النقد.

 

2) الاستثمار بالذهب والمعادن الثمينة:

المزايا:

  • المحافظة على القيمة.
  • سرعة تحويله إلى نقد.

المساوئ:

  • لا يصلح هذا الشكل من الاستثمار للمبالغ الكبيرة جداً لصعوبة نقله وتعرضه للسرقة والتلاعب بعياره أو وزنه أو كلاهما معاً.
  • يتأثر سعر الذهب بالسعر العالمي الذي يخضع لعوامل عديدة لا ترتبط فقط بظروف بلد المُدّخر.
  • ضعف إمكانية التجزئة إذا كان هناك حاجة لذلك.
  • خضوع الذهب لرسم الانفاق الاستهلاكي والأجرة.

3) القطع الأجنبي:

هذا النوع من الاستثمار يتم أما بشراء وبيع القطع الأجنبي، أو تحويل الادخارات إلى قطع أجنبي بغية الحفاظ على قيمتها.

المزايا:

  • يتميز هذا النوع من الاستثمار بدرجة عالية من القدرة للتحول إلى نقد مقارنة مع الأشكال الأخرى من الاستثمار.
  • المحافظة على القيمة.

المساوئ:

  • تعرض هذا النوع من الاستثمار لدرجة عالية من الخطورة في البلد الذي يتعرض لتقلبات حادة بسعر الصرف تبعاً لأحوال سياسية أو اقتصادية.
  • التعرض لخطر التزوير والتلاعب .
  • غالباً ما يقع تحت طائلة المخالفة القانونية والعقاب في بلاد عديدة.

4) الاستثمار في العقارات:

يتم هذا الاستثمار من خلال دراسة سوق العقارات بشكل واسع، لتحديد ما هي العقارات التي يمكن أن تحقق عائدات من خلال إعادة بيع العقار أو تـأجيره، وهما أمران مختلفان ويتطلب كل منهما أسلوب مختلف في اختيار العقار والتعامل مع العملية، لذلك من الأهمية بمكان أن يقرر المدخر أيهما يود أن يختار منذ البداية.

المزايا:

  • يعتبر هذا الاستثمار من طرق الاستثمار التقليدية الآمنة والمضمونة وذات أرباح جيدة.

المساوئ:

  • إن احتمالية ارتفاع أسعار العقارات منخفضة بشكل عام، فالعقار يمرض ولا يموت، وبالتالي يُعتبر هذا استثمار طويل المدى.
  • انخفاض قدرة هذا الشكل من الاستثمار على التحول إلى نقد بسرعة .

 

5) الاستثمار بالمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر:

 كنت قد شرحت وبشكل موسع أسباب فشل ونجاح هذا النوع من الاستثمار في مقالات منفصلة، في هذه المدونة.

6) الاستثمار بشراء الأوراق المالية من البورصة:

يتم ذلك عن طريق شركات الوساطة المالية (سوف أشرح ذلك في مقالة لاحقة) وذلك بهدف:

–  المضاربة أي الشراء من أجل البيع بربح.

–  أو من أجل الحصول على العائد السنوي الذي توزعه الشركات المساهمة المكتتب بأسهمها في نهاية السنة.

–   أو كلا الهدفين معاً.

المزايا:

  • تعتبر هذه الطريقة من الطرق التي توفر للمدخر دخلاً شبه ثابت.
  • هذا الشكل من الاستثمار مناسب جداً لرؤوس الأموال الصغيرة.
  • كما يبدو أيضاً أكثر ملائمةً للفئات المتعلمة أو شبه المتعلمة لكنه لا يصلح للأميين.

المساوئ:

  • الاستثمار بأسهم فردية يترتب عليه مخاطر، إذ يمكن أن تخسر الشركة أو تعلن إفلاسها.
  • والاستثمار لفترة قصيرة يحمل مخاطر أيضاً، فحتى لو كانت الشركة ناجحة لمدة طويلة فقد تشهد انخفاضاً كبيراً بأسعار أسهمها ولأسباب لا يمكنها التحكم بها في بعض الأحيان.

الاستنتاجات:

من خلال ما تقدم أعلاه يمكن القول لكل مدخر مايلي:

  • اختيار مجال استثمار دون الأخر يختلف الأمر من مدخر لآخر، وفقاُ لأهدافه، ومقدار ما يملك، وما إذا كان ينوي استثمار المال في مشروع معين، وهل يخطط لذلك قريباً جداً، أم على المستوى البعيد، وماذا يملك من خبرات فنية وعلمية ومهنية.
  • الذهب والدولار والعقار….أي وعاء فيهم هو الأنسب؟ إذا كان الهدف هو حفظ الادخارات لفترة طويلة تتجاوز العامين مثلاً، دون الدخول في مخاطرة كبرى، فالاستثمار في العقارات والذهب هو الأنسب، وعند مفاضلة الذهب بالدولار فالذهب يأخذ بالمرتبة الأولى.
  • لكي ينجح الاستثمار في البورصة:
    • على المستثمر بالبورصة أن يحسن تحديد وقت الشراء و وقت البيع وأنواع الاسهم المشتراة أو المبيعة.
    • على المستثمر أن ألا يبني قرارته وراء الأقاويل والإشاعات، فلا بد له من اعتماد أسس علمية صحيحة وتحليل اقتصادي دقيق لاتخاذ أي قرار.
    • من يريد أن يستثمر في هذا المجال يجب أن يتوفر لديه الحد الأدنى من القدرة العلمية اللازمة على التحليل والتقييم المالي، وإلا فإنه يتوجب عليه الاستعانة بالمكاتب الاستشارية أو بمحليين ماليين لكي يكون قراره مبني على أسس صحيحة.
    • على المستثمر أن ينوع الاستثمارات، فلا يصح أن يستثمر أمواله في شركة واحدة فقط، بل في عدة شركات دائماً ، فوضع أمواله كلها في شركة واحدة قد يؤدي لخسارتها.
    • كذلك على المستثمر أن لا يستثمر كل أمواله في سوق الأسهم فقط، بل يجب عليه أن يوزّع أمواله في محفظة استثمارية متنوعة.

 

الخلاصة:

أنصح كل مدخر يتوفر لديه خبرة فنية وعلمية في مجال ما أن يبدأ بتأسيس مشروع صغير خاص به يناسبه من حيث ما يتوفر لديه من خبرات وأموال، فهذا الشكل من الاستثمار بمثابة بذرة يمكن أن تصبح شجرة مثمرة.

مع أمنياتي بالتوفيق لكم جميعاً.

 

 

 

 

 

Bir yanıt yazın

Your email address will not be published.

You may use these <abbr title="HyperText Markup Language">HTML</abbr> tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*